هل يؤثر على الدورة الشهرية؟
تمر كل امرأة بتغيرات في دورتها الشهرية خلال فترات مختلفة من حياتها، وقد تلاحظ أن دورتها أصبحت غير منتظمة، تأخرت عن موعدها، أو حتى توقفت تمامًا لفترة.
في أغلب الأحيان، يكون السبب وراء هذه التغيرات نفسيًا أكثر من كونه جسديًا.
ومن أبرز هذه الأسباب النفسية: التوتر والضغط العصبي.
لكن السؤال الأهم هو:
هل يؤثر التوتر على الدورة الشهرية؟ وكيف يحدث ذلك؟ ومتى يستدعي القلق؟
في هذا المقال المفصل، سنتناول العلاقة بين التوتر والدورة الشهرية، وأعراض الخلل الهرموني الناتج عنه، مع نصائح للتعامل مع هذا النوع من الاضطراب.
كيف يؤثر التوتر على الجسم؟
عندما تتعرضين للتوتر النفسي أو العاطفي، يُطلق الجسم كميات كبيرة من هرمون يُعرف باسم الكورتيزول (هرمون التوتر).
هذا الهرمون يُفرز من الغدة الكظرية ويؤثر بدوره على مناطق أخرى في الدماغ، خصوصًا تلك المسؤولة عن:
• إفراز الهرمونات الجنسية (مثل الإستروجين والبروجستيرون).
• تنظيم التبويض.
• إرسال الإشارات التي تتحكم في الدورة الشهرية.
كلما زاد التوتر، زاد اضطراب هذه المنظومة الدقيقة، مما يؤدي إلى تأخر أو اضطراب الدورة الشهرية.
ما هي أشكال تأثير التوتر على الدورة الشهرية؟
1. تأخر الدورة الشهرية
التوتر قد يؤدي إلى تأخير موعد الدورة عن المعتاد بعدة أيام أو أسابيع، بسبب تأخر عملية التبويض أو توقفها مؤقتًا.
2. انقطاع الدورة مؤقتًا
في بعض الحالات، خاصة عند التوتر المزمن، قد تتوقف الدورة تمامًا لمدة شهر أو أكثر.
هذه الحالة تُعرف باسم انقطاع الطمث الوظيفي (Functional Amenorrhea).
3. زيادة أو قلة النزيف
بعض السيدات قد يلاحظن أن الدورة أصبحت أخف من المعتاد أو أثقل، وهذا أيضًا ناتج عن اضطراب الهرمونات.
4. زيادة التقلصات والألم
الحالة النفسية السيئة قد تزيد من حساسية الجسم للألم، مما يجعل تقلصات الدورة الشهرية أكثر حدة وإزعاجًا.
ما العلاقة بين التوتر والتغيرات الهرمونية؟
التوتر يؤثر مباشرة على منطقة في الدماغ تُسمى الهايبوثالامس (تحت المهاد)، وهي المسؤولة عن إرسال إشارات إلى الغدة النخامية، والتي بدورها تتحكم في الغدد الأخرى، مثل:
• المبايض (التي تفرز هرمونات الدورة).
• الغدة الكظرية (التي تفرز الكورتيزول).
عندما يختل توازن هذه المنظومة، تتغير مستويات الإستروجين والبروجستيرون، مما يؤدي إلى خلل في التبويض والدورة.
اقرأي أيضا: أسباب غزارة الدورة الشهرية: متى تكون طبيعية ومتى تدعو للقلق؟
هل يمكن أن يؤثر التوتر على الخصوبة؟
نعم، استمرار التوتر لفترات طويلة قد يؤدي إلى:
• عدم انتظام التبويض أو توقفه تمامًا.
• انخفاض فرص الحمل بشكل ملحوظ.
• اختلال الدورة الهرمونية، مما يجعل بطانة الرحم غير مهيأة لاستقبال البويضة المخصبة.
لكن الأهم هو أن كل ذلك قابل للعلاج والعودة للوضع الطبيعي بمجرد زوال التوتر أو التحكم فيه.
متى يجب القلق؟
إذا لاحظتِ أي من التالي، فاستشيري طبيبتك:
• غياب الدورة لأكثر من شهرين متتاليين دون سبب واضح.
• دورات شهرية غير منتظمة لعدة أشهر.
• تغير شديد في كمية النزيف أو أعراض الدورة.
• شعور دائم بالقلق أو التوتر يؤثر على حياتك اليومية.
نصائح للتحكم في التوتر وتنظيم الدورة الشهرية
1. مارسي تمارين الاسترخاء مثل التأمل أو اليوغا.
2. النشاط البدني المعتدل بانتظام يساعد على ضبط الهرمونات وتحسين المزاج.
3. نظّمي مواعيد نومك وابتعدي عن السهر.
4. اتبعي نظامًا غذائيًا متوازنًا غنيًا بالخضروات والبروتين والفيتامينات.
5. خفّفي من استخدام السوشيال ميديا والأخبار المقلقة.
6. تحدثي مع مختص نفسي إذا كان التوتر يؤثر على حياتك اليومية بشكل مزعج.
اقرأي أيضا: آلام الدورة الشهرية: أسبابها، أعراضها وطرق التخفيف منها
الأسئلة الشائعة حول تأثير التوتر على الدورة الشهرية
هل يمكن أن تعود الدورة لطبيعتها بعد زوال التوتر؟
نعم، في معظم الحالات تعود الدورة إلى طبيعتها بمجرد تحسّن الحالة النفسية، وتنخفض مستويات الكورتيزول في الجسم.
هل يمكن علاج اضطراب الدورة الناتج عن التوتر بالأدوية فقط؟
لا يُنصح بذلك إلا إذا أوصى الطبيب، لأن علاج السبب الجذري – وهو التوتر – يكون أكثر فاعلية من علاج الأعراض فقط.
هل تكيس المبايض يزداد بسبب التوتر؟
التوتر لا يُسبب تكيس المبايض، لكنه قد يزيد من أعراضه، مثل عدم انتظام الدورة أو اضطراب الهرمونات.
خلاصة المقال
هل يؤثر التوتر على الدورة الشهرية؟
نعم، التوتر هو أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى تأخر، اضطراب، أو حتى انقطاع الدورة الشهرية مؤقتًا.
الخبر الجيد أن هذه الحالة ليست دائمة ويمكن معالجتها باتباع نمط حياة صحي وتخفيف الضغط النفسي.