كيف أعرف أنني على وشك الولادة؟

الولادة هي اللحظة التي تنتظرها كل امرأة حامل بفارغ الصبر، ولكنها قد تأتي مع بعض التوتر والقلق حول كيفية التعرف على العلامات التي تشير إلى أن وقت الولادة قد اقترب. معرفة هذه العلامات يمكن أن تساعد في الاستعداد الذهني والعملي للولادة، وضمان أن تكون الأم والطفل في أمان. في هذا المقال، سنتعرض بالتفصيل العلامات المختلفة التي تدل على اقتراب موعد الولادة.

1-الانقباضات المنتظمة والقوية

واحدة من أولى العلامات التي تشير إلى اقتراب الولادة هي الانقباضات المتكررة. ولكن ليس كل انقباض هو علامة على المخاض الحقيقي. هناك نوعان من الانقباضات:
. انقباضات المخاض الكاذب (براxton Hicks): هذه الانقباضات غير منتظمة وعادةً ما تكون غير مؤلمة. قد تبدأ في الأسابيع الأخيرة من الحمل، وتُعرف بأنها تساعد في تجهيز الرحم للولادة ولكنها لا تشير إلى بدء المخاض الحقيقي.
. انقباضات المخاض الحقيقي: تصبح هذه الانقباضات منتظمة وتزداد في القوة والتردد بمرور الوقت. تبدأ بالظهور في فترات منتظمة (كل 10 دقائق تقريبًا) وتزداد تدريجيًا حتى تصبح أكثر تقاربًا (كل 5 دقائق أو أقل). هذه الانقباضات تكون مؤلمة وتشعر المرأة بآلام في أسفل الظهر والبطن، وقد يمتد الألم إلى الفخذين.

2-تمدد عنق الرحم

مع بدء المخاض، يبدأ عنق الرحم في التوسع والتمدد استجابة للانقباضات. يتم قياس التوسع بالسنتيمترات، ويحتاج عنق الرحم إلى التوسع حتى 10 سم ليسمح بمرور رأس الجنين عبر قناة الولادة. يمكن للطبيب أو القابلة تقييم مدى توسع عنق الرحم خلال الفحص الداخلي.

3-نزول الماء (تمزق الكيس الأمنيوسي)

عندما يتمزق الكيس الأمنيوسي المحيط بالجنين، يتسرب السائل الأمنيوسي، وهي علامة قوية على اقتراب الولادة. قد يحدث التمزق فجأة وبتدفق كبير من السوائل، أو قد يتسرب السائل ببطء. من المهم أن تتوجه المرأة إلى المستشفى فورًا بعد نزول الماء، لأن الجنين لم يعد محميًا داخل الرحم ويصبح عرضة للعدوى.

4-خروج السدادة المخاطية

خلال فترة الحمل، تغلق سدادة مخاطية عنق الرحم لمنع دخول البكتيريا إلى الرحم. عند اقتراب الولادة، تبدأ هذه السدادة في النزول. قد يكون الإفراز مختلطًا ببعض الدم، ويُعرف هذا الحدث باسم “العلامة الدموية”. قد يحدث هذا النزول قبل أيام أو ساعات من بدء المخاض.

5-نزول الجنين إلى الحوض

في الأسابيع الأخيرة من الحمل، يبدأ الجنين في النزول تدريجيًا إلى منطقة الحوض استعدادًا للولادة. هذا التغيير يمكن أن يجعل التنفس أسهل للأم، لكنه يزيد من الضغط على المثانة، مما يؤدي إلى الحاجة المتزايدة للتبول. هذا التغيير في الوضع يُعرف باسم “تساقط الجنين”.

6-الشعور بالضغط في الحوض وأسفل الظهر

مع نزول الجنين إلى الحوض، قد تشعر المرأة بضغط متزايد في منطقة الحوض وأسفل الظهر. هذا الضغط يمكن أن يكون مصحوبًا بألم متقطع في أسفل الظهر، وقد تزداد شدته مع مرور الوقت.

7-زيادة الإفرازات المهبلية

قد تلاحظ المرأة زيادة في كمية الإفرازات المهبلية مع اقتراب الولادة. قد تكون هذه الإفرازات شفافة أو مختلطة بقليل من الدم. هذه الزيادة تعني أن الجسم يستعد للولادة.

8. تغيرات في الحركة والنشاط

قد تشعر المرأة بتغيرات في مستوى نشاط الجنين. قد يصبح الطفل أكثر هدوءًا أو قد تلاحظ تغيرًا في نمط الحركة. إذا توقفت حركات الجنين بشكل كبير، يجب استشارة الطبيب فورًا.

9-الغثيان أو الإسهال

قد تعاني بعض النساء من اضطرابات هضمية مثل الغثيان أو الإسهال قبل بدء المخاض. يُعتقد أن الجسم يقوم بتنظيف نفسه استعدادًا للولادة.

10-الشعور بالتعب أو طاقة مفاجئة

قبل الولادة بفترة قصيرة، قد تشعر المرأة بزيادة في الطاقة أو برغبة مفاجئة في تنظيف المنزل وترتيب كل شيء. هذه الظاهرة تُعرف باسم “متلازمة التعشيش”، وهي شائعة بين النساء الحوامل.

ماذا تفعل المرأة عند ظهور علامات الولادة؟

عند ملاحظة أي من العلامات المذكورة أعلاه، يُفضل أن تبدأ المرأة في الاستعداد للتوجه إلى المستشفى. يجب أن تكون على تواصل مع طبيبها، خاصة إذا كانت الانقباضات منتظمة أو إذا نزل الماء.

متى يجب التوجه إلى المستشفى؟

• انقباضات قوية ومنتظمة تحدث كل 5 دقائق وتستمر لمدة دقيقة واحدة على الأقل.
• نزول الماء، حتى وإن لم تكن هناك انقباضات.
• نزول السدادة المخاطية مع نزيف شديد.
• توقف أو تغير كبير في حركة الجنين.

الخاتمة

معرفة علامات الولادة يمكن أن تجعل هذه المرحلة أقل توترًا وأكثر تحكمًا. الاستعداد للولادة يبدأ بفهم التغيرات التي يمر بها الجسم، والتواصل الدائم مع طبيبك. إذا كنتِ في شك أو عدم يقين من أي علامة تظهر، لا تترددي في الاتصال بالطبيب لضمان سلامتك وسلامة جنينك.