الحمل مرحلة مليئة بالتغيرات الجسدية والنفسية، وخلالها تحتاج الأم إلى عناية خاصة لحماية نفسها وجنينها. ومع حلول فصل الشتاء، تزداد خطورة التعرض للإنفلونزا، وهو مرض فيروسي سريع الانتشار يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لدى الحوامل مقارنة بغيرهن. من هنا تبرز أهمية السؤال: كيف تحمي الحامل نفسها من الإنفلونزا؟
في هذا المقال، سنستعرض بشكل مفصل طرق الوقاية، أهمية اللقاح، العادات الصحية التي يجب اتباعها، وكذلك ما يجب فعله عند الإصابة.
ما هي الإنفلونزا ولماذا الحامل أكثر عرضة لها؟
الإنفلونزا مرض تنفسي فيروسي ينتقل عبر الهواء أو ملامسة الأسطح الملوثة. أعراضه تشمل ارتفاع الحرارة، السعال، الصداع، الإرهاق، وآلام الجسم.
لكن لماذا الحامل أكثر عرضة للمضاعفات؟
• جهاز المناعة يكون أضعف أثناء الحمل.
• التغيرات الهرمونية تؤثر على الجهاز التنفسي والدورة الدموية.
• أي مرض شديد قد يؤثر على نمو الجنين أو يؤدي للولادة المبكرة.
لقاح الإنفلونزا وأمانه أثناء الحمل
واحدة من أهم الوسائل لحماية الحامل هي لقاح الإنفلونزا.
• اللقاح آمن في كل مراحل الحمل.
• يقلل من خطر الإصابة والمضاعفات.
• ينقل الأجسام المضادة للجنين عبر المشيمة، مما يحميه بعد الولادة.
آراء طبية
منظمة الصحة العالمية (WHO) ومراكز السيطرة على الأمراض (CDC) تنصح الحوامل بأخذ اللقاح سنويًا. دراسات عديدة أثبتت أن اللقاح يقلل من خطر دخول الحوامل المستشفى بسبب مضاعفات الإنفلونزا بنسبة تصل إلى 40%.
استراتيجيات يومية للوقاية من الإنفلونزا
حتى مع اللقاح، يجب اتباع بعض العادات الوقائية:
• غسل اليدين باستمرار بالماء والصابون.
• استخدام معقم اليدين عند الحاجة.
• تجنب لمس العينين والأنف والفم بأيدٍ غير نظيفة.
• ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة.
• تهوية المنزل جيدًا.
• تجنب مخالطة الأشخاص المصابين بالإنفلونزا.
تعرفي على: لقاح الإنفلونزا أثناء الحمل: هل هو آمن حقًا؟
التغذية السليمة لتقوية المناعة
الغذاء المتوازن أحد أهم طرق الوقاية:
• تناول أطعمة غنية بفيتامين C مثل البرتقال والجوافة.
• تناول البروتينات مثل اللحوم البيضاء والأسماك والبيض.
• شرب الحليب الدافئ والعسل.
• تناول الحبوب الكاملة والخضروات الورقية.
• شرب كميات كافية من الماء والسوائل الدافئة.
النوم والراحة النفسية
قلة النوم تزيد من ضعف المناعة.
• يجب النوم ليلًا من 7–9 ساعات.
• أخذ قيلولة قصيرة أثناء النهار.
• ممارسة تمارين استرخاء بسيطة لتقليل التوتر.
• تجنب السهر والضغط النفسي المستمر.
ماذا تفعل الحامل إذا أصيبت بالإنفلونزا؟
حتى مع الوقاية، قد تُصاب الحامل بالإنفلونزا. هنا يجب:
• مراجعة الطبيب فورًا وعدم تناول أدوية من تلقاء نفسها.
• الراحة التامة في السرير.
• شرب الكثير من السوائل.
• تناول أدوية آمنة مثل الباراسيتامول بعد استشارة الطبيب.
• مراقبة الأعراض مثل الحمى العالية أو صعوبة التنفس، والتوجه فورًا للمستشفى إذا ساءت الحالة.
تعرفي على: الإنفلونزا والحمل: كل ما تحتاجين معرفته
آراء الأطباء والدراسات
• بعض الدراسات أثبتت أن الأطفال المولودين لأمهات حصلن على لقاح الإنفلونزا كانوا أقل عرضة للإصابة بالمرض في الأشهر الستة الأولى من حياتهم.
• الأطباء يشددون أن الحوامل اللواتي يعانين من أمراض مزمنة مثل الربو أو السكري أكثر حاجة للقاح.
تجارب الأمهات
تقول بعض الأمهات: “بعد ما أخذت اللقاح وأنا حامل، حسيت براحة نفسية لأني عارفة إني محمية أنا وابني.”
بينما أخريات ذكرن أنهن لم يأخذن اللقاح وأصبن بالإنفلونزا واضطررن للبقاء في المستشفى لفترة.
الأسئلة الشائعة حول كيف تحمي الحامل نفسها من الإنفلونزا
هل يمكن أن يضر الإنفلونزا بالجنين؟
نعم، في بعض الحالات الشديدة قد يسبب مضاعفات مثل الولادة المبكرة.
هل اللقاح آمن فعلًا؟
نعم، كل الدراسات تؤكد أمانه.
هل يكفي أخذ اللقاح وحده؟
لا، يجب اتباع عادات النظافة والوقاية أيضًا.
هل الأعشاب تغني عن اللقاح؟
لا، الأعشاب قد تخفف الأعراض لكنها لا تمنع العدوى مثل اللقاح.
هل أدوية البرد آمنة للحامل؟
ليست جميعها، لذا يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء.
هل الرضاعة الطبيعية بعد الولادة تنقل المناعة للطفل؟
نعم، حليب الأم يحتوي على أجسام مضادة تساعد على حماية الطفل.
الخاتمة
الوقاية خير من العلاج، والحامل يمكنها حماية نفسها من الإنفلونزا بالجمع بين التطعيم، العادات الصحية، التغذية الجيدة، والراحة النفسية. لا تهملي صحتكِ وصحة جنينكِ، فهما الأمانة الأغلى.