مقدمة
تُعتبر غزارة الدورة الشهرية من المشاكل الشائعة التي تعاني منها العديد من النساء، وتعرف بأنها حالة يحدث فيها نزيف شديد أثناء فترة الطمث، حيث تتجاوز كمية الدم المفقود المعدلات الطبيعية. وقد تؤثر غزارة الدورة الشهرية سلباً على حياة المرأة اليومية وقدرتها على أداء الأنشطة اليومية بشكل طبيعي. في هذا المقال، سنستعرض أسباب غزارة الدورة الشهرية، أعراضها، والعلاجات المتاحة.
ما هي غزارة الدورة الشهرية؟
غزارة الدورة الشهرية أو الطمث الغزير هي حالة تشعر فيها المرأة بزيادة كبيرة في كمية الدم التي تفقدها أثناء الدورة الشهرية، وقد تستمر لفترة أطول من المعتاد، أي أكثر من سبعة أيام. تُصنّف هذه الحالة عندما يتجاوز فقدان الدم أكثر من 80 ملليترًا خلال الدورة.
أعراض غزارة الدورة الشهرية
تشمل الأعراض الرئيسية لغزارة الدورة الشهرية ما يلي:
1-نزيف شديد يستدعي تغيير الفوطة الصحية بشكل متكرر، كل ساعة أو ساعتين.
2-استمرار الدورة لفترات طويلة تتجاوز الأيام المعتادة، وغالباً أكثر من أسبوع.
3-جلطات دموية كبيرة أثناء الدورة الشهرية.
4-ألم شديد في أسفل البطن والحوض.
5-الإرهاق والدوار نتيجة فقدان كمية كبيرة من الدم، مما قد يؤدي إلى نقص الحديد وفقر الدم.
أسباب غزارة الدورة الشهرية
يمكن أن تتعدد الأسباب وراء غزارة الدورة الشهرية، وتشمل:
1-الاختلالات الهرمونية: تعتبر التغيرات في هرموني الإستروجين والبروجستيرون من الأسباب الشائعة، حيث يؤدي عدم التوازن إلى زيادة سماكة بطانة الرحم وبالتالي زيادة النزيف.
2-الأورام الليفية الرحمية: يمكن للأورام الحميدة التي تنمو في جدار الرحم أن تسبب نزيفًا شديدًا، وخاصة لدى النساء في سن الثلاثينيات والأربعينيات.
3-البطانة الرحمية المهاجرة (الانتباذ البطاني الرحمي): تنمو أنسجة بطانة الرحم خارج الرحم، مما يؤدي إلى آلام ونزيف غزير.
4-تضخم بطانة الرحم: تضخم سمك بطانة الرحم يؤدي إلى زيادة النزيف.
5-اضطرابات النزيف: قد تعاني بعض النساء من اضطرابات في تجلط الدم تؤدي إلى نزيف غزير أثناء الدورة.
6-اللولب الرحمي: يمكن أن يتسبب اللولب الرحمي، خاصة اللولب النحاسي، في زيادة كمية النزيف.
7-الأدوية: بعض الأدوية مثل مضادات الالتهاب ومضادات التجلط قد تزيد من شدة النزيف.
متى يجب استشارة الطبيب؟
يجب على المرأة مراجعة الطبيب إذا لاحظت أن الدورة الشهرية تؤثر على حياتها اليومية أو إذا شعرت بالأعراض التالية:
• نزيف حاد يستمر لفترة طويلة.
• تعب وإرهاق دائمين نتيجة فقدان الدم.
• وجود جلطات دموية كبيرة.
تشخيص غزارة الدورة الشهرية
عند زيارة الطبيب، قد يخضع المريضة لعدة اختبارات لتحديد سبب غزارة الدورة الشهرية، وتشمل:
1-الفحص السريري: حيث يقوم الطبيب بفحص منطقة الحوض للبحث عن أية أورام أو تضخم.
2-فحص الدم: للتأكد من عدم وجود فقر الدم أو مشاكل أخرى تتعلق بتجلط الدم.
3-الأشعة الصوتية (السونار): تساعد في الكشف عن أي أورام ليفية أو تشوهات في الرحم.
4-تنظير الرحم: حيث يتم إدخال أنبوب مزود بكاميرا لفحص بطانة الرحم.
علاج غزارة الدورة الشهرية
يختلف علاج غزارة الدورة الشهرية بناءً على السبب الكامن وراءها، ويشمل:
1-الأدوية:
• موانع الحمل الهرمونية: تساعد على تنظيم الدورة الشهرية وتقليل النزيف.
• مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: مثل الإيبوبروفين، التي تساعد في تخفيف الألم وتقليل النزيف.
• الأدوية التي تحتوي على حمض الترانيكساميك: تعمل على تقليل كمية النزيف.
2-الإجراءات الطبية:
• الكي الحراري لبطانة الرحم: يُستخدم لإزالة أو تدمير بطانة الرحم، مما يقلل من غزارة الدورة.
• استئصال الرحم: يعتبر خيارًا أخيرًا ويُستخدم في الحالات الشديدة.
النصائح المنزلية للتعامل مع غزارة الدورة
إلى جانب العلاج الطبي، يمكن اتباع بعض الخطوات التي تساعد في تخفيف الأعراض:
• شرب الكثير من الماء: يساعد في تعويض السوائل المفقودة.
• تناول الأطعمة الغنية بالحديد: مثل السبانخ والكبد لتعويض الحديد المفقود وتقليل خطر فقر الدم.
• تجنب المشروبات المحتوية على الكافيين: مثل القهوة والشاي لأنها قد تزيد من الشعور بالتعب.
مضاعفات غزارة الدورة الشهرية
إذا لم تتم معالجة غزارة الدورة الشهرية بشكل جيد، قد تؤدي إلى:
1-فقر الدم: يؤدي فقدان الدم المتكرر إلى نقص الحديد في الجسم.
2-القلق والاكتئاب: قد يؤثر النزيف الزائد على الحالة النفسية للمرأة.
3-التأثير على الخصوبة: خاصة في الحالات المرتبطة بأورام الرحم أو الانتباذ البطاني الرحمي.
الختام
غزارة الدورة الشهرية ليست مجرد حالة عابرة، بل قد تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة وصحة المرأة. من الضروري استشارة الطبيب للحصول على التشخيص المناسب والعلاج الملائم. كما يُنصح بالالتزام بالعلاج الموصوف واتباع بعض الإرشادات المنزلية التي تخفف من الأعراض وتقلل من تأثيرها على الحياة اليومية.