في فترة الحمل، خاصة في الشهور الأولى، تزداد تساؤلات الزوجين حول كل ما يمكن أن يؤثر على سلامة الجنين.
ومن بين أكثر الأسئلة شيوعًا:
“هل العلاقة الزوجية تؤثر على الحمل؟ وهل يمكن أن تسبب الإجهاض أو الولادة المبكرة؟”
الإجابة ليست واحدة للجميع، فهي تختلف حسب حالة الحمل، وتوقيت العلاقة، وحالة الأم الصحية.
في هذا المقال، نقدم لكِ ولزوجك دليلًا شاملًا يوضح تأثير العلاقة الزوجية على الحمل، الحالات الممنوعة، والنصائح التي تضمن سلامة الحمل واستمرار العلاقة الزوجية بشكل صحي.
هل العلاقة الزوجية تؤثر على الحمل في الحالات الطبيعية؟
في الحمل الطبيعي وغير المعقّد،
العلاقة الزوجية لا تؤثر سلبًا على الحمل، ولا تسبب الإجهاض، ولا تضر الجنين.
الجنين يكون محميًا داخل كيس الحمل، والسائل الأمنيوسي، وجدار الرحم القوي، مما يجعله في مأمن من التأثر المباشر بالعلاقة الحميمة.
كيف يتعامل جسم المرأة مع العلاقة الزوجية أثناء الحمل؟
• عند الوصول للنشوة، قد تشعر المرأة بانقباضات خفيفة في الرحم، لكنها غالبًا مؤقتة وغير ضارة.
• لا يصل العضو الذكري إلى الجنين أو المشيمة، فالمهبل وعنق الرحم يفصلان بينهما.
• الجسم يتكيّف مع التغيرات، وتزداد تدفّقات الدم للأعضاء التناسلية، ما قد يزيد من الحساسية أحيانًا.
اقرأي أيضا: أسباب تأخر الدورة الشهرية: 15 سبب يجب أن تعرفيه
متى يمكن أن تؤثر العلاقة الزوجية على الحمل؟
في بعض الحالات، يُنصح بالامتناع المؤقت أو التام عن العلاقة الحميمة خلال الحمل، وتشمل:
1- وجود نزيف مهبلي غير مفسر
قد تشير بعض حالات النزيف إلى مشكلة في المشيمة أو عنق الرحم.
2- تاريخ سابق بالإجهاض أو الولادة المبكرة
خاصة إذا كانت الأسباب غير معروفة أو متكررة.
3- انفصال جزئي أو تام في المشيمة
وهي حالة خطيرة قد تؤدي إلى مضاعفات.
4- عنق رحم ضعيف أو مفتوح مبكرًا
يُعرف بقصور عنق الرحم، مما يزيد خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة.
5- تمزق الأغشية أو نزول ماء الجنين
في هذه الحالة، العلاقة قد تُعرّض الأم والجنين لعدوى.
6- العدوى الجنسية
إذا كان أحد الطرفين يعاني من عدوى منقولة جنسيًا، يجب تأجيل العلاقة أو استخدام وسائل وقاية.
هل العلاقة الزوجية آمنة في كل مراحل الحمل؟
الثلاثة أشهر الأولى (الثلث الأول):
قد يكون هناك شعور بالغثيان والتعب، ما يقلل من الرغبة الجنسية.
العلاقة آمنة إن لم يكن هناك نزيف أو ألم.
الثلث الثاني (من الأسبوع 14 إلى 27):
تُعد هذه الفترة الأكثر أمانًا وراحة للعلاقة، حيث تقل الأعراض، وتكون المشيمة قد استقرت.
الثلث الثالث (من الأسبوع 28 حتى الولادة):
يمكن استمرار العلاقة إن لم تكن هناك موانع طبية، لكن يجب تعديل الوضعيات لتكون أكثر راحة وأمانًا للأم.
اقرأي أيضا: هل تؤثر وضعية الجماع على فرص الحمل؟
هل العلاقة الزوجية تسبب الإجهاض؟
لا، العلاقة الزوجية لا تسبب الإجهاض في الحمل الطبيعي.
الإجهاض في الشهور الأولى غالبًا ما يكون ناتجًا عن مشاكل في الجنين نفسه (مثل خلل في الكروموسومات) أو مشاكل صحية لدى الأم، وليس نتيجة العلاقة الحميمة.
هل يمكن أن تؤدي العلاقة الحميمة إلى الولادة المبكرة؟
في الحمل الطبيعي: لا.
لكن في نهاية الحمل (بعد الأسبوع 37)، قد تؤدي العلاقة الزوجية إلى تحفيز الطلق الطبيعي، نتيجة إفراز هرمون الأوكسيتوسين الموجود في السائل المنوي، الذي قد يسبب تقلصات خفيفة في الرحم.
نصائح لممارسة العلاقة الحميمة بأمان أثناء الحمل
1- استشيري طبيبكِ في حال وجود أي نزيف أو أعراض غريبة.
2- اختاري وضعيات مريحة لا تضغط على البطن، خاصة في الشهور الأخيرة.
3- تجنبي العنف أو الحركات القوية أثناء العلاقة.
4- استخدمي الواقي الذكري في حال وجود أي عدوى عند الزوج.
5- تحدثي بصراحة مع شريككِ عن مشاعركِ الجسدية والنفسية خلال الحمل.
اقرأي أيضا: هل يساعد حمض الفوليك على الحمل؟ إليكِ الإجابة الكاملة
الأسئلة الشائعة حول العلاقة الزوجية تؤثر على الحمل
هل الجماع في بداية الحمل خطر على الجنين؟
لا، ما دام الحمل طبيعيًا ولا توجد موانع طبية، العلاقة في الأسابيع الأولى آمنة.
هل يشعر الجنين أثناء العلاقة الزوجية؟
لا يشعر الجنين بالعلاقة نفسها، لكنه قد يتحرك بسبب تقلصات خفيفة أو الأصوات المحيطة. وهو في حماية تامة داخل الرحم.
هل تتغير الرغبة الجنسية أثناء الحمل؟
نعم، التغيرات الهرمونية قد تزيد أو تقلل من الرغبة الجنسية، وتختلف من سيدة لأخرى، ومن مرحلة لأخرى من الحمل.
خلاصة المقال
هل العلاقة الزوجية تؤثر على الحمل؟
في الحمل الطبيعي، الجواب هو: لا تؤثر سلبًا، بل هي آمنة تمامًا.
لكن في حالات الحمل الحرج، قد يُوصي الطبيب بتجنّب العلاقة بشكل مؤقت أو كامل حسب الحالة.