الحمل في الشهر الثامن هو المرحلة النهائية قبل دخول الشهر التاسع، وهو شهر حاسم حيث يتوقع أن تلد الأم في أي وقت بعد هذا الشهر. في هذا الشهر، تستمر التغيرات الجسدية والنفسية للأم، بينما يكتمل تطور الجنين. يشهد الجسم استمرارية في التغيرات، بينما يستعد الجنين للحياة خارج الرحم.

نمو الجنين في الحمل في الشهر الثامن

في الحمل في الشهر الثامن، يصل وزن الجنين إلى حوالي 2.1 إلى 2.7 كغم، ويبلغ طوله حوالي 45-50 سم. يصبح الجنين أكثر نشاطًا، ويزداد حجم الرئتين، رغم أنهما قد لا تكونان مكتملتين بشكل كامل. يستمر الجنين في تخزين الدهون تحت الجلد، مما يمنحه مظهرًا أكثر امتلاءً. تعتبر حركة الجنين مؤشراً هاماً لصحة الحمل، ويجب على الأم مراقبة هذه الحركات بشكل يومي.

التغيرات في جسم الأم خلال الحمل في الشهر الثامن

في الحمل في الشهر الثامن، قد تشعر الأم بالتعب المتزايد نظرًا لزيادة حجم الجنين والبطن، مما يضغط على الأعضاء الداخلية. تعاني العديد من النساء من آلام الظهر، صعوبة في النوم، وتورم في القدمين. كما قد تشعرين بصعوبة في التنفس بسبب ضغط الرحم على الحجاب الحاجز. تتزايد تقلصات “براكستون هيكس”، وهي تقلصات خفيفة غير مؤلمة، تعتبر تمرينًا طبيعيًا للرحم استعدادًا للولادة.

النصائح الصحية خلال الحمل في الشهر الثامن

لضمان مرور الحمل في الشهر الثامن بشكل سليم، يجب على الأم الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن. الأطعمة الغنية بالحديد، مثل اللحوم الحمراء والخضروات الورقية، تساعد في مكافحة فقر الدم الذي قد يزداد في هذه المرحلة. بالإضافة إلى ذلك، يجب تناول الكالسيوم لدعم نمو عظام الجنين. شرب كميات كافية من الماء مهم لتجنب الجفاف والاحتفاظ بليونة الجسم.

المتابعة الطبية في الحمل في الشهر الثامن

في هذه المرحلة من الحمل في الشهر الثامن، تزداد أهمية المتابعة الطبية. يقوم الطبيب بفحص حالة الأم والجنين بانتظام، ويقوم بقياس ضغط الدم ومراقبة نسبة البروتين في البول للتحقق من عدم وجود علامات على تسمم الحمل. كما قد يجري الطبيب فحصًا بالموجات فوق الصوتية للتحقق من وضعية الجنين وتحديد ما إذا كان مستعدًا للولادة.

التحضير للولادة

من المهم خلال الحمل في الشهر الثامن أن تبدأ الأم في تحضير حقيبة المستشفى، بما في ذلك الملابس المريحة، المستلزمات الصحية، وأي تقارير طبية مهمة. يمكن للأم أيضًا وضع خطة للولادة بالتشاور مع الطبيب، تشمل الخيارات المتعلقة بالولادة الطبيعية أو القيصرية، وأي إجراءات قد تكون ضرورية خلال المخاض.

التغيرات العاطفية والنفسية في الحمل في الشهر الثامن

مع اقتراب الولادة، قد تشعر الأم بمزيج من الفرح والقلق. الحمل في الشهر الثامن يجلب مشاعر متعددة نتيجة الاستعداد لمقابلة المولود الجديد. يمكن أن يساعد التحدث مع الزوج أو الأصدقاء على تخفيف التوتر والقلق. تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق قد تساعد الأم على تجاوز هذه المرحلة بشكل مريح.

علامات الولادة المبكرة في الحمل في الشهر الثامن

في الحمل في الشهر الثامن، قد يحدث أن تبدأ بعض علامات الولادة المبكرة. من هذه العلامات تقلصات قوية ومنتظمة، نزول ماء الجنين، أو ظهور نزيف مهبلي. في حالة ملاحظة أي من هذه الأعراض، يجب التوجه فورًا إلى المستشفى للحصول على الرعاية الطبية اللازمة. من المهم عدم الاستهانة بهذه العلامات، لأنها قد تدل على استعداد الجسم للولادة قبل الأوان.

الأنشطة اليومية في الحمل في الشهر الثامن

من المهم أن تستمر الأم في الحمل في الشهر الثامن في ممارسة بعض الأنشطة اليومية البسيطة مثل المشي. ولكن يجب عليها تجنب الأنشطة التي تتطلب مجهودًا كبيرًا. يمكن للمشي البطيء أو تمارين الاسترخاء مثل اليوغا المخصصة للحمل أن تساعد في تحسين الدورة الدموية والتخفيف من بعض الآلام الناتجة عن التغيرات الجسدية.

التغذية السليمة في الحمل في الشهر الثامن

النظام الغذائي في الحمل في الشهر الثامن يجب أن يكون متوازنًا وغنيًا بالعناصر الغذائية الضرورية. يفضل تناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف لمنع الإمساك، والذي قد يزداد في هذا الشهر. كما يوصى بتجنب الأطعمة الدهنية والحارة التي قد تزيد من حرقة المعدة.

النوم والراحة في الحمل في الشهر الثامن

مع زيادة حجم البطن في الحمل في الشهر الثامن، قد تجد الأم صعوبة في العثور على وضعية نوم مريحة. ينصح بالنوم على الجانب الأيسر لتحسين تدفق الدم إلى الجنين والرحم. يمكن استخدام الوسائد الداعمة لتخفيف الضغط على الظهر والمفاصل. يجب أيضًا محاولة الاسترخاء والنوم لفترات كافية لتعزيز صحة الأم والجنين.

الخلاصة

يعد الحمل في الشهر الثامن مرحلة مهمة تتطلب عناية كبيرة واستعدادًا نفسيًا وجسديًا للولادة. من الضروري متابعة التغيرات الجسدية، الحفاظ على نظام غذائي صحي، ومراقبة حركة الجنين بانتظام. كما يجب على الأم التحضير جيدًا للولادة والاستعداد لمقابلة مولودها الجديد في أي وقت.