Search
Close this search box.

تسمم الحمل: أسبابه وأعراضه وعلاجه

الزوار شاهدوا أيضاً

محتوي المقالة

تسمم الحمل، المعروف أيضًا باسم الارتعاج، هو حالة طبية خطيرة تؤثر على النساء الحوامل. تحدث هذه الحالة عادة بعد الأسبوع العشرين من الحمل ويمكن أن تتطور بشكل مفاجئ. تعتبر هذه الحالة من أخطر مضاعفات الحمل، حيث تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وتلف أعضاء مختلفة في الجسم، مثل الكبد والكلى. قد يؤدي تسمم الحمل إلى مضاعفات خطيرة للأم والجنين إذا لم يُعالج بشكل فوري. في هذا المقال، سنتعرض أسباب تسمم الحمل، أعراضه، وعلاجه بشكل مفصل.

أسباب تسمم الحمل

لا يُعرف السبب الدقيق لتسمم الحمل، ولكن يُعتقد أن هناك عوامل متعددة تسهم في تطوره. وتشمل هذه العوامل:

• مشاكل في الأوعية الدموية: يعتقد أن تسمم الحمل يحدث نتيجة لتطور غير طبيعي للأوعية الدموية في المشيمة. يمكن أن تكون الأوعية الدموية ضيقة أو غير منتظمة، مما يقلل من تدفق الدم إلى المشيمة ويؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

• اضطرابات مناعية: قد تلعب الاستجابة المناعية للأم دورًا في تطور تسمم الحمل. الجهاز المناعي قد يتفاعل بشكل مفرط مع أنسجة الجنين والمشيمة، مما يؤدي إلى التهاب وتلف الأوعية الدموية.

• الوراثة: توجد دلائل تشير إلى أن هناك عنصر وراثي في تسمم الحمل. إذا كانت والدة المرأة أو أختها قد عانت من تسمم الحمل، فإن خطر الإصابة به يزداد.

• الحالات الطبية الموجودة مسبقًا: يمكن أن تزيد بعض الحالات الطبية من خطر الإصابة بتسمم الحمل، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم المزمن، والسكري، وأمراض الكلى، واضطرابات المناعة الذاتية مثل الذئبة.

أعراض تسمم الحمل

يمكن أن تتراوح أعراض تسمم الحمل من خفيفة إلى شديدة. ومن المهم التعرف على هذه الأعراض مبكرًا للحصول على العلاج اللازم ومنع المضاعفات. تشمل الأعراض الرئيسية لتسمم الحمل:

• ارتفاع ضغط الدم: هو أحد الأعراض الأساسية لتسمم الحمل. يُعتبر ضغط الدم مرتفعًا إذا كان 140/90 مم زئبق أو أعلى في قراءتين مختلفتين بفارق أربع ساعات على الأقل.

• البروتين في البول (بيلة البروتين): وجود كمية كبيرة من البروتين في البول يُعد علامة على تلف الكلى، وهو من الأعراض الرئيسية لتسمم الحمل.

• تورم: قد يظهر التورم في الوجه، اليدين، والكاحلين، ولكنه يمكن أن يكون جزءًا طبيعيًا من الحمل. ومع ذلك، فإن التورم المفاجئ أو الشديد يمكن أن يكون علامة على تسمم الحمل.

• زيادة الوزن المفاجئة: زيادة الوزن بشكل سريع قد تشير إلى احتباس السوائل، وهي علامة شائعة لتسمم الحمل.

• الصداع الشديد: الصداع المستمر أو الشديد الذي لا يستجيب للمسكنات قد يكون علامة على ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل في الدماغ.

• تغيرات في الرؤية: قد تشمل هذه التغيرات الرؤية الضبابية، رؤية بقع أو وميض، والحساسية للضوء. هذه الأعراض تشير إلى تأثير تسمم الحمل على الجهاز العصبي.

• ألم في الجزء العلوي من البطن: خصوصًا تحت الأضلاع على الجانب الأيمن، وهو قد يكون علامة على تأثير تسمم الحمل على الكبد.

• الغثيان أو القيء: الذي يمكن أن يحدث بعد النصف الثاني من الحمل وليس مرتبطًا بغثيان الصباح.

• ضيق التنفس: يمكن أن يحدث بسبب احتباس السوائل في الرئتين، وهو من الأعراض الخطيرة لتسمم الحمل.

تشخيص تسمم الحمل

يُشخص تسمم الحمل عادة من خلال:

• قياس ضغط الدم: يعتبر ارتفاع ضغط الدم المستمر أولى علامات تسمم الحمل.

• تحليل البول: يكشف عن وجود البروتين في البول.

• اختبارات الدم: لتقييم وظائف الكلى والكبد، وعدد الصفائح الدموية، وتحديد مستوى الكرياتينين والأنزيمات الكبدية.

• الفحوصات التصويرية: مثل الموجات فوق الصوتية لفحص نمو الجنين وتدفق الدم إلى المشيمة.

علاج تسمم الحمل

يعتمد علاج تسمم الحمل على شدة الحالة وعمر الحمل. وتشمل الخيارات العلاجية:

1- المراقبة الدقيقة: في حالات تسمم الحمل الخفيفة، قد يكون العلاج هو المراقبة الدقيقة مع التحكم في ضغط الدم والمتابعة المنتظمة مع الطبيب. قد يُنصح المرأة الحامل بالراحة في السرير وتجنب الأنشطة البدنية الشاقة.

2- الأدوية: يمكن استخدام الأدوية الخافضة لضغط الدم لمنع حدوث مضاعفات للأم والجنين. قد تُستخدم أيضًا أدوية المضاد للتشنجات مثل كبريتات المغنيسيوم لمنع نوبات التشنج.

3- الولادة المبكرة: في حالات تسمم الحمل الشديدة، قد يكون الحل الأفضل هو ولادة الجنين مبكرًا، حتى لو كان قبل موعد الولادة الطبيعي. القرار يعتمد على مدى تقدم الحمل وحالة الأم والجنين.

4 الرعاية بعد الولادة: قد تستمر بعض أعراض تسمم الحمل بعد الولادة، لذا من المهم المتابعة مع الطبيب لمراقبة ضغط الدم ووظائف الكلى والكبد.

الوقاية من تسمم الحمل

على الرغم من عدم وجود طريقة مضمونة للوقاية من تسمم الحمل، إلا أن هناك خطوات يمكن أن تقلل من خطر الإصابة:

1- الرعاية الطبية المنتظمة: الفحوصات الدورية أثناء الحمل تساعد في اكتشاف الأعراض المبكرة لتسمم الحمل.

2- إدارة الحالات المزمنة: مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، من خلال اتباع توصيات الطبيب واتباع نظام غذائي صحي.

3- الحفاظ على وزن صحي: السمنة تزيد من خطر الإصابة بتسمم الحمل، لذا فإن الحفاظ على وزن صحي قبل وأثناء الحمل يعتبر وقائيًا.

4- تناول مكملات الفيتامينات: مثل الكالسيوم وفيتامين D، والتي قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بتسمم الحمل، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي مكملات.

5- التمرينات الرياضية المعتدلة: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن يساعد في الحفاظ على ضغط الدم والوزن في مستويات صحية.

الخاتمة

تسمم الحمل هو حالة خطيرة تتطلب الكشف المبكر والعلاج المناسب لمنع المضاعفات الخطيرة للأم والجنين. من خلال الرعاية الطبية المنتظمة والوعي بالأعراض والعوامل الخطر، يمكن إدارة تسمم الحمل بفعالية. إذا كنتِ تشكين في أنكِ قد تكونين مصابة بتسمم الحمل، يُنصح بالتواصل مع طبيبك فورًا للحصول على الفحص والعلاج المناسب. الرعاية المبكرة والفعالة يمكن أن تحسن بشكل كبير من النتائج لكل من الأم والجنين.

المزيد من المقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top
Open chat
واتساب
Hello 👋
Can we help you?