المقدمة
تسمم الحمل هو حالة طبية خطيرة يمكن أن تحدث أثناء الحمل وتؤثر على صحة الأم والجنين. على الرغم من أن تسمم الحمل لا يصيب كل النساء، إلا أنه يعد من أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى مضاعفات الحمل.
تسمم الحمل يحدث عندما يرتفع ضغط الدم بشكل غير طبيعي، ويصاحبه وجود البروتين في البول، مما يشير إلى وجود مشكلات في الكلى. من المهم أن تتعرفي على أسباب تسمم الحمل، أعراضه، و طرق علاجه لضمان صحة وسلامتكِ وسلامة جنينكِ. في هذا المقال، سنتناول كل ما تحتاجين معرفته عن هذه الحالة وكيفية الوقاية منها.
أسباب تسمم الحمل
1- التغيرات الهرمونية
من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تسمم الحمل هي التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم أثناء الحمل.
تسبب هذه التغيرات في تمدد الأوعية الدموية بشكل غير طبيعي مما يجعلها أكثر عرضة للتضيق، وبالتالي يرتفع ضغط الدم. تؤثر هذه التغيرات على قدرة الجسم على التعامل مع الأنسجة الرحمية وأعضاء الجسم الأخرى مثل الكلى.
2- ضعف الأوعية الدموية
في تسمم الحمل، تكون الأوعية الدموية ضعيفة ولا تستطيع التوسع بشكل صحيح لاستيعاب زيادة حجم الدم. هذا التضيق في الأوعية الدموية يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، مما يتسبب في زيادة خطر حدوث مضاعفات صحية مثل تلف الأنسجة أو الأعضاء.
3- العوامل الوراثية
إذا كانت هناك تاريخ عائلي للإصابة بـ تسمم الحمل، فقد تكونين أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.
النساء اللواتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو تسمم الحمل في حمل سابق، قد يكن أكثر عرضة للإصابة بتسمم الحمل في حملهن التالي.
4- الحمل بتوأم
النساء اللواتي يحملن توائم أو أكثر معرضات لخطر أكبر للإصابة بـ تسمم الحمل. هذا بسبب زيادة حجم الدم الناتج عن الحمل بتوأم، مما يؤدي إلى تغيرات هرمونية قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
5- زيادة الوزن والسمنة
النساء اللواتي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة يعانين من خطر أكبر للإصابة بـ تسمم الحمل. زيادة الوزن تزيد من الضغط على الأوعية الدموية، مما يجعلها أكثر عرضة للتضيق.
6- السن
إذا كنتِ أقل من 20 عامًا أو أكبر من 35 عامًا، قد تكونين أكثر عرضة للإصابة بـ تسمم الحمل. قد يؤثر العمر على قدرة الجسم على تحمل التغيرات الهرمونية بشكل جيد، مما يزيد من احتمال حدوث مضاعفات مثل ارتفاع ضغط الدم.
اقرأى أيضا: مضاعفات سكري الحمل
أعراض تسمم الحمل
1- ارتفاع ضغط الدم
أحد الأعراض الرئيسية لـ تسمم الحمل هو ارتفاع ضغط الدم. عادةً ما يتم اكتشافه خلال الفحوصات الدورية التي يقوم بها الطبيب.
الضغط الطبيعي خلال الحمل يجب أن يكون أقل من 140/90 مم زئبق. إذا ارتفع ضغط الدم بشكل ملحوظ، فهذا قد يكون إشارة إلى وجود تسمم الحمل.
2- البروتين في البول
يتم الكشف عن وجود البروتين في البول عن طريق اختبارات البول الروتينية. وجود البروتين في البول يشير إلى أن الكلى لا تعمل بشكل طبيعي، وهو من علامات تسمم الحمل.
3- تورم غير طبيعي
تعد اليدين و القدمين من الأماكن الأكثر عرضة للتورم بسبب تسمم الحمل.
هذا التورم عادة ما يكون في الوجه واليدين، ولا يمكن ربطه بزيادة الوزن أو الضغط الطبيعي في الحمل.
لكن إذا كان التورم غير طبيعي أو مفاجئ في وجهكِ، قد يكون ذلك علامة تحذير.
4- الصداع الشديد
إذا كنتِ تشعرين بـ صداع شديد أو مستمر، فهو أحد أعراض تسمم الحمل. الصداع الذي يحدث بسبب تسمم الحمل قد يكون مصحوبًا بشعور بالتعب ودوار، ويُصنف من الأعراض التي تتطلب استشارة طبية فورية.
5- تغيرات في الرؤية
من الأعراض الأخرى التي قد تشير إلى تسمم الحمل هي رؤية ضبابية أو وميض في العينين.
يحدث ذلك نتيجة ارتفاع ضغط الدم وتأثيره على الأوعية الدموية التي تغذي العينين.
6- ألم في البطن
يشعر البعض بـ ألم في البطن، وبالتحديد في الجزء العلوي الأيمن، وهو من الأعراض التي قد تشير إلى تسمم الحمل. في هذه الحالة، يكون الألم غالبًا مرتبطًا بتورم الكبد.
7- الغثيان والقيء المفاجئ
يعد الغثيان والقيء من الأعراض التي تظهر غالبًا في بداية الحمل، ولكن إذا حدث ذلك في الشهر الأخير أو في فترة متأخرة من الحمل، فقد يكون علامة على تسمم الحمل.
اقرأي أيضا: متلازمة تكيس المبايض
علاج تسمم الحمل
• مراقبة ضغط الدم
أول خطوة في علاج تسمم الحمل هي مراقبة ضغط الدم بشكل دوري. يمكن أن يوصي الطبيب باستخدام أدوية خافضة للضغط إذا كان ضغط الدم مرتفعًا بشكل خطير.
قد يشمل العلاج الأدوية التي تعمل على توسيع الأوعية الدموية وتنظيم تدفق الدم، مما يساعد في تقليل الضغط على الكليتين والقلب.
• الراحة التامة
في الحالات الخفيفة من تسمم الحمل، قد يوصي الطبيب بـ الراحة التامة في الفراش. الراحة تساهم في تقليل الضغط على الأوعية الدموية وتخفيف أعراض المرض.
وفي بعض الحالات، قد يُنصح الأم الحامل بتقليل النشاط البدني بشكل كبير.
• الولادة المبكرة
إذا كانت الحالة متقدمة جدًا أو خطرها كبير على حياة الأم والجنين، قد يكون العلاج الأنسب هو الولادة المبكرة.
قد يتم تحفيز الولادة القيصرية أو الولادة الطبيعية بناءً على حالة الأم وصحة الجنين.
• تناول الأدوية
في بعض الحالات، يمكن أن يصف الطبيب أدوية إضافية مثل الأسبرين للمساعدة في تنظيم ضغط الدم ومنع تجلط الدم.
تعتبر الأدوية جزءًا أساسيًا في علاج تسمم الحمل، ولكن يجب استخدامها تحت إشراف طبي.
• مراقبة الحالة الصحية للأم والجنين
يجب أن يتم متابعة صحة الجنين بشكل دوري من خلال الأشعة فوق الصوتية واختبارات أخرى للتأكد من تطور الجنين وسلامته.
قد يتم إجراء اختبارات الدم والبول بانتظام لفحص وظائف الكلى والكبد.
اقرأي أيضا: هل فقر الدم يمنع الحمل؟
الوقاية من تسمم الحمل
• مراقبة الوزن والصحة العامة
يمكن تقليل خطر الإصابة بـ تسمم الحمل من خلال الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة بانتظام.
تساعد التمارين الخفيفة مثل المشي أو السباحة في تحسين الدورة الدموية وتقوية القلب والأوعية الدموية.
• التغذية السليمة
تناول نظام غذائي متوازن يساهم في تقليل خطر الإصابة بـ تسمم الحمل. يجب أن يحتوي النظام الغذائي على الألياف، البروتينات الصحية، الفيتامينات و المعادن اللازمة.
يُفضل تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم والحديد لدعم وظائف الجسم.
• مراقبة ضغط الدم بانتظام
إذا كنتِ معرضة للخطر أو لديكِ تاريخ عائلي مع تسمم الحمل، تأكدي من مراقبة ضغط الدم بشكل منتظم أثناء الحمل. يساعد الفحص المبكر في اكتشاف الحالة مبكرًا وتجنب مضاعفاتها.
الأسئلة الشائعة حول تسمم الحمل
1. هل يمكن الوقاية من تسمم الحمل؟
لا يمكن الوقاية من تسمم الحمل تمامًا، ولكن يمكن تقليل الخطر من خلال الرعاية المنتظمة والمراقبة الدقيقة خلال الحمل.
2. هل يشكل تسمم الحمل خطرًا على الجنين؟
نعم، تسمم الحمل يمكن أن يؤثر على صحة الجنين، خاصة إذا لم يتم علاجه. قد يؤدي إلى الولادة المبكرة أو تقييد النمو داخل الرحم.
3. هل يمكن علاج تسمم الحمل بدون ولادة مبكرة؟
نعم، في الحالات الخفيفة من تسمم الحمل، يمكن إدارة الحالة من خلال الأدوية والراحة التامة حتى تصل الأم إلى مرحلة آمنة للولادة.
4. هل يحدث تسمم الحمل في كل الحمل؟
لا، تسمم الحمل لا يحدث في جميع حالات الحمل، لكنه أكثر شيوعًا لدى النساء ذوات التاريخ العائلي أو الحوامل في سن متقدمة أو اللواتي يحملن بتوأم.
الخاتمة
تسمم الحمل هو حالة خطيرة، لكن إذا تم اكتشافها وعلاجها مبكرًا، يمكن أن تتجنب المرأة مضاعفات كبيرة. من خلال المراقبة الطبية الدورية، التغذية السليمة، و النشاط البدني المعتدل، يمكن تقليل خطر الإصابة بهذه الحالة.
إذا كنتِ في أعراض تسمم الحمل أو لديكِ أي شكوك، تذكري أنه من الضروري استشارة الطبيب فورًا للحصول على العلاج المناسب.